يُعد التوحد من الاضطرابات النمائية العصبية التي قد تبدأ ملامحها في الظهور منذ الأشهر الأولى من حياة الطفل مما يشكل تحديًا كبيرًا للأسرة إذا لم يتم اكتشافه مبكراً، فكلما تم التعرف على أعراضه في وقت مبكر زادت فرص التدخل الفعال وتحقيق تحسن ملحوظ في تطور الطفل.
ومن هنا تبرز أهمية الانتباه إلى اعراض التوحد عند الرضع التي سنتناولها في هذا المقال حيث أن تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى تأخر في العلاج وازدياد حدة التأثيرات السلوكية مستقبلاً.
ما هو تعريف التوحد عند الرضع؟
يمكن تعريف التوحد عند الرضع ليس مجرد حالة واحدة بل طيف واسع من الأعراض التي قد تبدأ في الظهور خلال الشهور الأولى من الحياة، ويُعرف هذا الاضطراب النمائي العصبي بأنه يؤثر على طريقة تفاعل الطفل وتواصله مع من حوله مع تفاوت ملحوظ في شدته من طفل لآخر مما يجعل الاكتشاف المبكر أمراً بالغ الأهمية.
غالباً ما يواجه الطفل المصاب صعوبات في فهم الإشارات الاجتماعية مثل نظرات العين أو الابتسامة وقد يبدو غير متجاوب عاطفياً أو غير مهتم بمن حوله، أما من الناحية السلوكية فقد يظهر الطفل نمطاً من الحركات المتكررة أو يركز على أشياء محددة دون غيرها مع مقاومة شديدة لأي تغيير في الروتين، ومن المهم هنا التفريق بين ما هو طبيعي وما يعد من أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال أو حتى ظهورعلامات تنفي التوحد في سياق النمو السليم.
لذلك، فإن فهم علامات التوحد في وقت مبكر من المؤشرات التي قد تساعد بشكل كبير في اتخاذ خطوات علاجية مبكرة تعزز تطور الطفل وتحد من آثار الاضطراب في المستقبل.
ما هي اعراض التوحد عند الرضع؟
يُظهر بعض الأطفال اختلافاً في تطور المهارات مقارنة بأقرانهم لكن حين يغيب التفاعل أو تختفي بعض القدرات بعد اكتسابها فقد تكون هذه إشارات مبكرة على اضطراب طيف التوحد، من هنا تأتي أهمية مراقبة اعراض التوحد عند الرضع في مراحلهم الأولى، ويمكن توضيح ذلك فيما يلي:
أعراض التوحد في عمر شهرين
قد تظهر بعض السلوكيات التي تستدعي الانتباه، مثل عدم تتبع الأشياء المتحركة بالنظر، أو عدم التفاعل مع الأصوات العالية، كما أن غياب الابتسامة عند رؤية الوجوه المألوفة أو قلة إصدار الأصوات قد تكون ضمن أعراض التوحد في عمر شهرين مما يجعل الملاحظة المبكرة أمراً بالغ الأهمية.
علامات التوحد عند الرضع 6 شهور
عند الوصول إلى الشهر السادس يصبح التواصل البصري أكثر وضوحاً لدى الرضع الطبيعيين لكن في حالات التوحد قد يغيب تماماً، من أبرز علامات التوحد عند الرضع 6 شهور عدم محاولة لمس الأشياء أو التفاعل مع الأصوات أو الوجوه، كما يقل الضحك والمناغاة بشكل ملحوظ، وهي من أبرز اعراض التوحد عند الرضع التي يجب التنبه لها في هذا العمر.
علامات التوحد عند الرضع 9 شهور
إذا لم يُظهر الطفل استجابة لاسمه أو يتفاعل مع الإشارات أو الألعاب الاجتماعية البسيطة فقد تكون هذه إشارات مقلقة، وقد تظهر علامات التوحد عند الرضع 9 شهور مثل ضعف التفاعل مع الأهل وقلة الابتسام وهي من المؤشرات التي تدخل ضمن قائمة اعراض التوحد عند الرضع في هذه المرحلة.
علامات التوحد في عمر السنة
عند بلوغ الطفل عامه الأول يُتوقع أن يستخدم إشارات أو كلمات بسيطة ويتفاعل مع الأوامر، أما إذا غابت هذه المهارات ولم يُظهر الطفل حركات معينة مثل الإشارة أو التلويح أو لم ينطق كلمات مثل ماما وبابا فقد يكون ذلك ضمن اعراض التوحد عند الرضع.
علامات التوحد في عمر 18 شهراً
في هذا العمر يبدأ الطفل عادة في التعبير عن رغباته بالكلمات أو الإيماءات لكن الأطفال المصابين بالتوحد قد لا يشيرون إلى الأشياء أو يقلدون الآخرين، كما أن محدودية المفردات وصعوبة التفاعل مع الوالدين تعد من أبرز المؤشرات، تكرار مثل هذه المظاهر يعزز الشك بوجود اعراض التوحد عند الرضع ويستدعي تدخلاً طبياً مبكراً.
مع ملاحظة هذه العلامات من الضروري استشارة مختص لتقييم الوضع بدقة حيث أن التشخيص المبكر يصنع فرقاً كبيراً في دعم الطفل وتطوره.
ما هي أعراض التوحد البسيط عند الرضع؟
تختلف مؤشرات التوحد من طفل لآخر وقد تظهر بشكل خفيف يصعب تمييزه في المراحل المبكرة، ومع ذل فإن الانتباه لبعض التصرفات البسيطة قد يساعد في رصد اعراض التوحد عند الرضع البسيط ومن أبرز أعراضه:
- تأخر خفيف في المهارات اللغوية حيث يتأخر الطفل في نطق كلماته الأولى أو لا يطور مفرداته بسرعة.
- استجابة غير منتظمة عند مناداة اسمه فقد يتفاعل أحياناُ ويغيب رد فعله أحياناً أخرى.
- يعاني بعض الأطفال من صعوبات طفيفة في التواصل غير اللفظي مثل التقاء الأعين أو الإشارة للطلبات.
- اللعب الفردي هو السائد حيث يفضل الطفل الانعزال وعدم الانخراط في الألعاب التفاعلية.
- من الملاحظ أحياناً التركيز على جزء واحد من اللعبة مثل العجلة بدلاً من استخدامها كاملة.
قد تكون هذه التصرفات ضمن علامات التوحد في الشهر الثامن لكنها تظهر بشكل أكثر رقة مما يجعلها تصنف كـ توحد بسيط، رغم أن هذه العلامات قد لا تبدو مقلقة في البداية إلا أنها تُعد إشارات مبكرة لا ينبغي تجاهلها، فالاكتشاف المبكر لـ اعراض التوحد عند الرضع يسهم في تحسين فرص التدخل الفعال وتطور الطفل لاحقاً.
متى تظهر اعراض التوحد عند الرضع؟
غالبا ما تبدأ اعراض التوحد عند الرضع في التكون تدريجياً وتصبح أكثر وضوحاً ما بين عمر السنة والسنتين، ومع ذلك قد يلاحظ بعض الأهالي تصرفات غير معتادة في سن مبكرة للغاية تصل أحياناً إلى الشهر الثاني من حياة الطفل.
اعراض التوحد عند الرضع ليست دائماً واضحة منذ البداية لكنها قد تظهر على شكل تأخر في التفاعل الاجتماعي أو الاستجابة للأصوات وهو ما يستدعي الانتباه والمراقبة المبكرة.
مقال مميز حول: اعراض نقص فيتامين ب١٢ وأهم الأسباب وكيفية علاجها
ما هي أسباب التوحد عند الأطفال؟
فهم أسباب التوحد لدى الأطفال يشكل خطوة مهمة نحو التشخيص المبكر والتعامل السليم مع الحالة، ورغم أن الأسباب الدقيقة لا تزال غير مؤكدة إلا أن الأبحاث تشير إلى وجود مجموعة من العوامل التي قد تسهم في ظهور التوحد وهي:
- وجود حالات سابقة في العائلة المقربة تزيد من احتمال الإصابة بـ اعراض التوحد عند الرضع.
- بعض الطفرات الجينية المرتبطة بتطور الدماغ قد يكون لها دور في ظهور الاضطراب.
- تقدم عمر الأبوين خاصة الأب عند الولادة قد يرفع من نسبة الإصابة.
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة يعتبر من عوامل الخطر المحتملة.
- تعرض الطفل في الرحم لمواد سامة مثل المعادن الثقيلة أو السموم البيئية.
- إصابة الأم بعدوى فيروسية متكررة خلال الحمل قد تؤثر على تطور الجهاز العصبي للجنين.
- تعاطي الأم لبعض الأدوية خلال الحمل مثل حمض الفالبرويك أو الثاليدومايد، قد يؤثر سلباً على نمو الدماغ.
تشير الدراسات إلى أن أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد تنمو بسرعة غير معتادة خلال السنوات الثلاث الأولى مما يؤدي إلى تواصل غير نموذجي بين مناطق الدماغ، هذا النمط المختلف في النمو العصبي قد يكون مرتبطاً بتطور بعض سلوكيات التوحد.
كيف يتم تشخيص التوحد عند الأطفال؟
تشخيص التوحد في مرحلة مبكرة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في حياة الطفل، حيث تتيح الملاحظة الدقيقة والتدخل المبكر فرصة لتقديم الدعم المناسب، يبدأ التشخيص عادة منذ عام الطفل الأول لكنه يُصبح أكثر دقة بعد عمر عامين، ويمكن توضيح ذلك فيما يلي:
- يشمل فريق التشخيص مجموعة من المتخصصين مثل طبيب الأطفال، وأخصائي الطب النفسي، وأخصائي التخاطب، وغيرهم حسب الحاجة.
- يتم التقييم من خلال مراقبة طريقة لعب الطفل وتفاعله الاجتماعي مما يساعد في الكشف عن اعراض التوحد عند الرضع.
- يُجرى تحليل مفصل لتطور الطفل منذ ولادته وحتى الوقت الحالي من حيث السلوك والنمو الحركي والمعرفي.
- التحدث مع الوالدين يلعب دوراً مهماً في فهم خلفية الطفل وطبيعة سلوكياته اليومية.
- يتم تقييم مهارات التواصل والقدرات اللغوية والمعرفية لدى الطفل لتحديد مدى تأثرها.
- توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة إجراء فحوص التوحد لجميع الأطفال في عمر 18 و24 شهراً لتسهيل الاكتشاف المبكر.
- قد تُستخدم بعض الفحوص الإضافية مثل اختبارات الحمض النووي للكشف عن العوامل الوراثية، والتقييمات السلوكية الدقيقة، بالإضافة إلى اختبارات السمع والبصر لاستبعاد المشكلات الحسية غير المرتبطة بالتوحد.
التشخيص لا يعتمد على اختبار واحد فقط بل يتطلب نظرة شاملة إلى حالة الطفل وتاريخه التطوري، كلما بدأ التشخيص مبكراً زادت فرص الطفل في الحصول على تدخلات فعالة تساعده على تحسين تواصله وتفاعله مع من حوله.
هل يُوجد علاج للتوحد عند الأطفال؟
رغم عدم وجود علاج نهائي لحالة التوحد فإن التدخل المبكر وبرامج الدعم المناسبة يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في حياة الطفل، وتُعد العلاجات المتخصصة حجر الأساس لتحسين المهارات والحد من التحديات المرتبطة باضطراب طيف التوحد ويمكن توضيح ذلك فيما يلي:
- يُعتمد على العلاج السلوكي كوسيلة فعالة لتعليم الطفل كيفية التفاعل مع محيطه وتعديل بعض الأنماط غير المرغوبة.
- يُستخدم العلاج باللعب كأداة لتشجيع التعبير والتواصل لدى الطفل بطريقة ممتعة وغير تقليدية.
- يُسهم العلاج الوظيفي في تطوير المهارات اليومية التي تساعد الطفل على الاستقلالية في أنشطته.
- يُعزز العلاج الطبيعي القدرات الحركية والتوازن خاصةً للأطفال الذين يعانون من صعوبات جسدية مرافقة.
- يُعتبر علاج النطق ضروريًا لتحسين التواصل اللفظي وغير اللفظي والذي غالباً ما يكون تحديًا في حالات اعراض التوحد عند الرضع.
أما عن التغذية فرغم غياب نظام غذائي موحد، إلا أن اتباع عادات غذائية صحية قد يُحسن من سلوك الطفل ويساعد في تقليل بعض الأعراض وتشمل هذه العادات:
- الحد من المضافات الغذائية مثل الألوان الصناعية والمواد الحافظة والمحليات.
- التركيز على تناول الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والخضروات والأسماك والدواجن قليلة الدهن والدهون الصحية.
- الحرص على ترطيب الجسم بشرب الماء بكميات كافية يومياً.
- تفيد بعض الدراسات بأن النظام الغذائي الخالي من الجلوتين قد يكون مفيدًا لبعض الأطفال لكن الدليل العلمي لا يزال غير كافٍ لتأكيد فعاليته بشكل قاطع.
العلاج ليس مسارًا ثابتًا بل هو رحلة تختلف من طفل إلى آخر بحسب استجابته، وكلما بدأ التدخل مبكرًا زادت فرص تحسين جودة الحياة وتعزيز التفاعل والتواصل لدى الطفل المصاب بالتوحد.
ما هي العلاجات البديلة؟
العلاجات البديلة لدعم صحة الطفل تُعد من الخيارات التي يتوجه إليها بعض الأهالي عندما يشعرون أن الحلول التقليدية لا تكفي، ورغم أن اعراض التوحد عند الرضع تختلف من طفل لآخر، إلا أن كثيراً من الأهل يسعون وراء كل وسيلة قد تساعد على تحسين حالة أطفالهم، وفي ظل عدم وجود علاج نهائي للتوحد بات الطب البديل ملاذاً لعدد كبير من الأسر بحثاً عن أمل جديد في تخفيف التحديات المرتبطة بهذا الاضطراب.
ورغم أن بعض أولياء الأمور أشاروا إلى تحسن في سلوك أطفالهم بعد اعتمادهم أنظمة غذائية معينة أو طرق علاج غير تقليدية فإن الأوساط العلمية لم تثبت بعد فعالية هذه الأساليب سواء بالنفي أو الإثبات ومن أبرز العلاجات البديلة الشائعة:
- اللجوء إلى أساليب علاجية مبتكرة تعتمد على الإبداع مثل الرسم أو الموسيقى.
- اعتماد نظام غذائي خاص يتناسب مع حالة الطفل واحتياجاته.
وبين مؤيد ومتحفظ تبقى العلاجات البديلة موضوعاً مفتوحاً للنقاش لا سيما عندما تكون اعراض التوحد عند الرضع غير واضحة أو متغيرة، لذلك من المهم دائماً الرجوع إلى المختصين قبل تطبيق أي طريقة علاجية جديدة لضمان سلامة الطفل وتقديم ما هو فعلاً مفيد له.
تعرف على: اعراض نقص اوميجا 3 عند الاطفال وكيفية التخلص منها
كيفية الوقاية من مرض التوحد؟
الوقاية هي الكلمة التي يتمسك بها الكثير من الآباء عند مواجهة المخاوف الصحية لكن عندما يتعلق الأمر بـ اعراض التوحد عند الرضع فإن الوقاية الكاملة لا تزال أمراً غير ممكن حتى اليوم، ورغم أن العلم لم يتوصل بعد إلى وسيلة تضمن منع حدوث التوحد بشكل نهائي إلا أن الاكتشاف المبكر للحالة يفتح الباب أمام تحسين واضح في سلوك الطفل وتطوره مع مرور الوقت.
لذلك، كلما تمت ملاحظة العلامات الأولى مثل ضعف التفاعل أو تأخر الكلام وكلما تم التشخيص في مرحلة مبكرة زادت فرص الاستفادة من التدخلات العلاجية المناسبة مما يساعد على دعم الطفل ودمجه في محيطه بشكل أفضل.
ما هي مضاعفات مرض التوحد؟
المضاعفات قد لا تتوقف عند الأعراض الظاهرة فقط، فحين تبدأ اعراض التوحد عند الرضع بالظهور قد تكون مؤشراً مبكراً لصعوبات مستقبلية تؤثر على مختلف جوانب الحياة، تشمل أبرز المضاعفات المرتبطة باضطراب طيف التوحد ما يلي:
- صعوبة في التفوق أو حتى الاستقرار في المسار الدراسي.
- ميل مستمر للعزلة والابتعاد عن المجتمع المحيط.
- ضعف القدرة على الاستقلال واتخاذ القرارات دون دعم مباشر.
- معاناة متكررة من التوتر والضغط النفسي.
- التعرض للإيذاء أو التعامل معهم بعنف نتيجة لسوء الفهم أو غياب الوعي.
ورغم أن هذه المضاعفات قد تبدو مؤثرة بشدة إلا أن التدخل المبكر والدعم الأسري يمكن أن يقللا من آثارها ويمنحا الطفل فرصاً أفضل للتكيف والاندماج، فكل خطوة في الاكتشاف والرعاية تصنع فرقاً حقيقياً في مستقبل الطفل المصاب.
ما هي الصعوبات الرئيسية التي يُعاني منها مرضى التوحد؟
الصعوبات لا تقتصر على مرحلة الطفولة فحسب، بل تُرافق الأطفال المصابين بالتوحد منذ بداية ظهور اعراض التوحد عند الرضع لتؤثر على ثلاثة مجالات تطورية أساسية تشكل جوهر تفاعلهم مع العالم من حولهم، تتمثل أبرز هذه الصعوبات فيما يلي:
- خلل واضح في بناء العلاقات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
- تأخر في المهارات اللغوية أو صعوبات في استخدام اللغة بطريقة فعالة.
- سلوكيات متكررة أو غير مألوفة تصعب عملية التأقلم.
ومع التقدم في العمر قد يظهر تباين كبير بين الأطفال المصابين بالتوحد كالتالي:
- بعضهم يُظهر تحسناً ملحوظاً فيتمكن من الاندماج بشكل جزئي أو كامل في المجتمع ويعيش حياة قريبة من الطبيعية.
- يواجه آخرون استمراراً أو حتى تفاقماً في التحديات السلوكية واللغوية رغم البلوغ.
ويُلاحظ أن القدرات العقلية للأطفال المصابين بالتوحد ليست واحدة كالتالي:
- بعضهم يتعلم ببطء ويُظهر تأخراً معرفياً ملحوظاً.
- بعضهم يتمتع بمعدل ذكاء طبيعي أو مرتفع لكنهم يواجهون صعوبة في تحويل ما تعلموه إلى سلوك واقعي أو مهارات حياتية.
ومن النادر أن نجد حالات استثنائية بين أطفال التوحد يمتلكون قدرات فريدة ومهارات غير عادية في مجالات محددة كالموسيقى أو الفن أو الرياضيات، ويُطلق عليهم الموهوبون الذاتويين.
في المجمل فإن فهم طبيعة هذه الصعوبات المتنوعة منذ لحظة ملاحظة اعراض التوحد عند الرضع هو الخطوة الأولى لدعم الطفل وتوجيه قدراته نحو أقصى إمكانياته الممكنة، فالتوحد ليس نهاية الطريق بل بداية رحلة تتطلب صبراً واحتواء وفهماً عميقاً.
ما هي طريقة لعب الطفل التوحدي؟
اللعب هو البوابة التي يكتشف من خلالها الأطفال العالم وينمون من خلالها على المستويات الجسدية والعاطفية والعقلية، ولكن عندما تظهر اعراض التوحد عند الرضع ينعكس ذلك بشكل ملحوظ على طريقة لعبهم وتفاعلهم ويمكن توضيح ذلك فيما يلي:
- يُعد اللعب وسيلة حيوية لتطور المخ وبناء الخيال وتنمية المهارات الاجتماعية.
- الأطفال الطبيعيون يستخدمون اللعب للتواصل، التفاعل، والمحاكاة، لكن الأمر يختلف لدى الطفل التوحدي.
- الطفل المصاب بالتوحد غالباً ما يلعب بشكل غير تقليدي، وقد يستخدم الأدوات أو الألعاب بطرق غير معتادة أو غير وظيفية.
- تفتقر طريقة لعبه إلى الجانب التفاعلي أو التمثيلي، فيبدو كأنه في عالمه الخاص غير مهتم بمشاركة الآخرين.
ومن المهم الانتباه إلى هذه الأنماط في سن مبكرة، لأن طريقة اللعب قد تكون مؤشراً مبكراً من مؤشرات اعراض التوحد عند الرضع والتي تستدعي الملاحظة والتدخل المبكر.
نقدم لك المزيد حول: أبرز أعراض نقص الحديد عند الأطفال
ما هو الفرق بين التوحد وطيف التوحد؟
الفرق بين التوحد وطيف التوحد قد يبدو بسيطاً عند سماعه لكنه في الحقيقة يحمل اختلافات جوهرية في الفهم والتشخيص والتعامل مع الحالة، يُشير طيف التوحد إلى مجموعة من الاضطرابات العصبية التطورية التي تبدأ ملامحها بالظهور غالباً خلال أول عامين من حياة الطفل وهي المرحلة التي قد تظهر فيها اعراض التوحد عند الرضع بشكل مبكر على شكل صعوبات في التواصل أو سلوكيات متكررة، وتحت هذا الطيف الواسع تندرج عدة حالات من أبرزها:
- متلازمة أسبرجر التي تتميز بقدرات لغوية جيدة لكن مع صعوبات اجتماعية.
- الاضطراب التفككي في الطفولة حيث يفقد الطفل قدراته المكتسبة فجأة بعد نمو طبيعي نسبي.
- التوحد الكلاسيكي وهو الشكل الأكثر وضوحاً وتأثيراً.
بالتالي، فإن التوحد هو جزء من طيف التوحد وليس مرادفاً له، التوحد يمثل حالة أكثر تعقيداً تؤثر على التواصل والسلوك بشكل عميق وغالبا ما تكون أكثر شيوعاً لدى الذكور، ومن المهم فهم هذا الفرق لأن كل حالة ضمن الطيف تحتاج إلى استجابة وتوجيه مختلفين، التشخيص الدقيق والتدخل المبكر يصنعان فارقاً كبيراً في مسار نمو الطفل وتطوره.
ما هي أهم النصائح للأمهات للتعامل مع طيف التوحد عند الرضع؟
التعامل مع طفل يُظهر علامات من اعراض التوحد عند الرضع ليس بالأمر السهل على أي أم ولكنه أيضاً ليس مستحيلاً، بالفهم والدعم والتوجيه الصحيح يمكن للأمهات أن يصنعن فرقاً حقيقياً في رحلة طفلهم نحو التقدم، فيما يلي خمس نصائح عملية للأمهات تساعد على التكيف مع التحديات اليومية:
المعرفة هي البداية
التعليم والتوعية مهمة جداً، اقرئي وتعرفي على طيف التوحد، افهمي خصائصه وأعراضه وكيف تؤثر على سلوكيات طفلك، فالمعرفة تمنحك القوة لتقديم الدعم المناسب.
حفزي التواصل والتفاعل
شجعي طفلك على التفاعل معك ومع الآخرين، استخدمي الألعاب التي تعتمد على التواصل البصري، والتقليد، والتفاعل الاجتماعي فهذه الأنشطة تنمي مهاراته بطريقة طبيعية وممتعة.
الروتين هو الأمان
الأطفال الذين يعانون من طيف التوحد غالباً ما يجدون الراحة في التكرار، حاولي تنظيم يوم طفلك بروتين ثابت يساعده على الشعور بالاستقرار وتقليل القلق.
الدعم يصنع الفرق
لا تترددي في الانضمام إلى مجموعات دعم مخصصة للأمهات، تبادل التجارب مع أخريات يواجهن تحديات مشابهة سيفتح لكِ أبواباً جديدة للفهم والحلول.
اهتمي بنفسك أولاً
رعايتك لطفلك تبدأ من رعايتك لنفسك، خذي فترات راحة واطلبي الدعم حين تحتاجينه ولا تتجاهلي مشاعرك أو إرهاقك.
كل طفل يعبر عن نفسه بطريقته الخاص، وخاصة من يعاني من اعراض التوحد عند الرضع، تذكري أن الصبر والمساندة والتعاون مع الأخصائيين هي مفاتيح العبور الآمن نحو مستقبل أفضل لطفلك.
ما هي فترات ظهور علامات التوحد؟
تظهر اعراض التوحد عند الرضع في مراحل مختلفة غالباً بسبب عوامل وراثية أو بيئية وتنقسم إلى:
مرحلة الرضاعة
تُعزى الأعراض في هذه المرحلة غالباً إلى خلل جيني، ويُعد الاكتشاف المبكر مهماً جداً لأن دماغ الطفل أكثر استجابة للعلاج وتُظهر الدراسات أن التدخل قبل عمر 18 شهراً قد يقلل من الأعراض أو يمنعها.
مرحلة الطفولة المبكرة
تبدأ اعراض التوحد عند الرضع أحياناً بعد اكتساب الطفل بعض المهارات ثم فقدانها ما بين عمر 12 و24 شهراً، ومن أهم هذه العلامات:
- التوقف عن قول كلمات مثل ماما أو بابا.
- عدم التفاعل مع الألعاب.
- الميل للعزلة وقلة الاستجابة للمحيط.
ورغم أن التشخيص بعد السنتين دقيق فإن كثيراً من الحالات لا تُكتشف مبكراً، ويُنصح ببدء العلاج فور الملاحظة لأن التدخل المبكر يحسن فرص الطفل بشكل كبير حتى في المراحل المتأخرة.
عزيزي القارئ ننصحكم بالاطلاع علي: فوائد اوميجا ٣ للاطفال وتأثيره على الجهاز المناعي والنمو
ما هي البرامج تساعدك على اكتشاف متى تظهر علامات التوحد؟
تتوفر اليوم برامج متنوعة تساعد الأهل في فهم واكتشاف اعراض التوحد عند الرضع في وقت مبكر مما يساهم في بدء العلاج سريعاً وتحسين فرص الطفل في التطور من أبرز هذه البرامج:
- برنامج التدخل المبكر: يهدف إلى مراقبة أي علامات أولية وبدء العلاج دون تأخير.
- برنامج التوعية بالأعراض: يقدم مواد مجانية تساعد الأهل على ملاحظة التغيرات السلوكية المبكرة وتشخيص الحالة مبكرًا.
إضافة إلى ذلك يُنصح الأهل بـ:
- إجراء فحوصات سلوكية منتظمة عند الطبيب خاصة إذا وُجدت حالات توحد بالعائلة.
- تنفيذ اختبارات منزلية بسيطة بناءً على استشارة مختص.
- التفكير في اختبار جيني لتحديد احتمالية الإصابة.
مع هذه الأدوات أصبح اكتشاف اعراض التوحد عند الرضع أكثر دقة وسرعة مما يتيح بداية مبكرة للتدخل والدعم المناسب.
هل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ينتمي إلى طيف التوحد؟
في الواقع فرط الحركة ليس جزءاً من طيف التوحد رغم وجود تقاطعات في بعض الأعراض التي قد تُربك الأهل في المراحل الأولى، فكلا الحالتين قد تؤديان إلى صعوبات في التركيز والانتباه كما قد تؤثران على مهارات الطفل في التفاعل الاجتماعي.
ورغم أن اعراض التوحد عند الرضع تختلف عن مظاهر فرط الحركة إلا أن التشابه في بعض السلوكيات كفرط النشاط أو التشتت الذهني قد يُظهر التباساً لدى الوالدين، من الناحية الوراثية توجد صلة بين الحالتين حيث تزداد احتمالية إصابة الطفل بفرط الحركة إذا كان يعاني من التوحد، كما أن وجود أحد أفراد العائلة المصابين باضطراب فرط الحركة قد يشير إلى خطر وراثي أكبر لتطور التوحد أو العكس.
لذلك من الضروري التقييم الدقيق من قبل أخصائي لتفريق الحالتين وتقديم خطة دعم مناسبة لكل طفل حسب احتياجاته الخاصة.
ما مدى شيوع مرض التوحد؟
بحسب تقارير مراكز السيطرة على الأمراض يصيب اضطراب طيف التوحد طفلاً واحداً من بين كل 44 طفلاً في سن الثامنة، مع ملاحظة أن الإناث أقل عرضة للإصابة مقارنة بالذكور.
هل التلفاز يسبب التوحد عند الرضع؟
مشاهدة التلفزيون من الأمور الشائعة في حياة الرضع اليوم، لكن ما مدى علاقتها باضطراب التوحد؟ رغم القلق المتزايد لدى بعض الأهل، إلا أن الأدلة العلمية ما زالت غير حاسمة في هذا الجانب، إليك أهم النقاط التي توضح هذا الموضوع:
- حتى الآن لم تُثبت الدراسات وجود علاقة سببية بين مشاهدة التلفاز وظهور اعراض التوحد عند الرضع
- الشاشات والتطور العام رغم عدم وجود صلة مباشرة بالتوحد إلا أن التعرض المفرط للشاشات قد يؤثر سلباً على نمو الطفل خاصة في مهارات اللغة والانتباه.
- التفاعل مع الوالدين واللعب الإبداعي يعززان التطور الاجتماعي والعقلي وهو أمر لا يمكن للشاشات أن توفره.
- توصي الجمعيات الطبية بتقليل وقت الشاشة للأطفال في سن مبكرة لأن الاستخدام المفرط قد يعوق النمو الطبيعي للمهارات.
- في حال ملاحظة أي تأخر أو علامات غير طبيعية من المهم التوجه إلى الطبيب المختص لمناقشة الحالة بشكل دقيق.
في المجمل لا يمكن تحميل التلفاز وحده مسؤولية اضطراب معقد كالتوحد لكن من المهم أن يحظى الرضيع ببيئة غنية بالتفاعل البشري والأنشطة الحسية بعيداً عن الإفراط في استخدام الشاشات.
هل يوجد علامات تنفي التوحد وما هي؟
التوحد عند الرضع قد يكون محط قلق الأهل لكن في المقابل هناك سلوكيات معينة قد تطمئن وتشير إلى نمو طبيعي، إليك أبرز العلامات التي قد تدل على عدم وجود التوحد مع التأكيد أن غياب هذه العلامات لا يعني بالضرورة الإصابة:
- التفاعل الاجتماعي المتكرر: مثل الابتسام عند رؤية الوجوه المألوفة أو الضحك استجابة للمواقف الاجتماعية وهي إشارات على تواصل سليم.
- تطور لغوي مناسب للعمر: قدرة الطفل على الاستجابة للأسئلة أو إصدار أصوات مفهومة تشير غالباً إلى تطور طبيعي.
- اللعب الإبداعي: انخراط الطفل في أنشطة تخيلية أو ألعاب تفاعلية من العلامات الإيجابية في النمو العقلي والاجتماعي.
- استجابات حسية طبيعية: مثل الالتفات للأصوات أو التفاعل مع تعبيرات الوجوه أو الاهتمام بالأشياء من حوله.
- المشاركة في أنشطة جماعية: الطفل الذي يستمتع بالتفاعل مع أقرانه غالباً ما يكون على مسار نمو طبيعي.
بالتالي، رغم أن هذه العلامات مطمئنة فإن تقييم الطفل بشكل شامل من قبل مختص يبقى ضرورياً عند وجود أي شك فكل طفل يتطور بطريقة مختلفة.
نرشح لكم قراءة: فرط الحركة وتشتت الانتباه: كيفية العلاج وتجنب عوامل الخطر
الأسئلة الشائعة
كيف أعرف أن الرضيع لديه توحد؟
قد تشير علامات مثل تجاهل النداء بالاسم، ضعف التفاعل الاجتماعي، وتأخر الكلام إلى احتمال إصابة الرضيع بالتوحد، لذلك يُنصح بمراجعة الطبيب عند ملاحظة أي من هذه السلوكيات.
هل يمكن أن يصاب الرضيع بالتوحد؟
نعم، قد تظهر مؤشرات التوحد على الرضيع في مراحل مبكرة، لكن التشخيص المؤكد غالباً ما يتم بعد عمر السنتين أو الثلاث سنوات.
هل طفل التوحد يقول ماما؟
نعم، قد يقول طفل التوحد ماما، فبعضهم يتمكن من النطق والكلام بينما يواجه آخرون صعوبة في التواصل اللفظي.
على ماذا تدل حركات يد الرضيع؟
حركات يد الرضيع غالباً ما تعكس استكشافه الطبيعي لجسمه، لكن التكرار أو السلوكيات غير المعتادة قد تشير إلى تأخر أو اضطراب في النمو.
متى تكون حركة الرضيع غير طبيعية؟
تعتبر حركة الرضيع غير طبيعية عندما تكون غير منتظمة أو مفرطة بشكل غير معتاد، إذا لاحظت تكرار حركات غير طبيعية أو تصرفات غريبة يُنصح بمراجعة الطبيب لتقييم الحالة بشكل دقيق، الكشف المبكر يساعد في التدخل المناسب إذا لزم الأمر.
هل الرضاعة الطبيعية تمنع التوحد؟
لا تثبت الدراسات العلمية وجود علاقة بين الرضاعة الطبيعية والوقاية من التوحد، حيث أن التوحد ناتج عن تداخل عوامل جينية وبيئية متعددة.
هل طفل التوحد يضع يده في فمه؟
عادةً ما يضع بعض أطفال التوحد أيديهم في أفواههم كجزء من سلوكيات التكرار أو للتهدئة الذاتية، هذا التصرف قد يعكس حاجة للتواصل الحسي أو تقليل التوتر لكنه يختلف من طفل لآخر حسب شدة الحالة.
ما هي حركات يد طفل التوحد؟
حركات طفل التوحد تشمل أنماطاً متكررة مثل هز اليدين أو التأرجح وتُعد جزءاً من السلوكيات النمطية، كما قد يواجه صعوبات في التوازن والتناسق الحركي.
ما هو التوحد المؤقت؟
التوحد المؤقت هو وصف لحالات يظهر فيها الطفل أعراضاً مشابهة للتوحد في المراحل المبكرة من عمره، لكن مع التقدم في النمو أو التدخل المبكر قد تختفي هذه الأعراض تدريجياً.
هل الرضيع المصاب بالتوحد يناغي؟
قد لا يناغي الرضيع المصاب بالتوحد أو يظهر تأخراً في المناغاة مقارنة بالأطفال الآخرين وقد تكون هذه من العلامات المبكرة التي تستدعي المتابعة مع الطبيب.
كيف أفرق بين الطفل الطبيعي والطفل طيف التوحد؟
إذا كان طفلك يتفاعل، يناغي، ويتطور حركياً واجتماعياً بشكل مناسب لعمره فهو على الأرجح طبيعي.
كم ساعة ينام طفل التوحد؟
في الغالب ينام طفل التوحد عدد ساعات أقل من الأطفال الآخرين، فقد ينام ما بين 6 إلى 8 ساعات فقط في اليوم، اضطرابات النوم شائعة لديهم وتشمل صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر.
وختاماً، يبقى الانتباه المبكر لـ اعراض التوحد عند الرضع خطوة أساسية لفهم سلوك الطفل وتطوره، التشخيص المبكر يساهم بشكل كبير في تحسين فرص العلاج والتأقلم، لذلك من المهم استشارة الطبيب فور ملاحظة أي علامات غير معتادة.