الحساسية هي رد فعل مبالغ من الجسم يحدث عند التعرض لأي مادة غريبة مثل الأدوية وبعض أنواع الأطعمة وحبوب اللقاح والأقمشة وفرو الحيوانات وغيرها، ومن أشهر أنواع الحساسية حساسية القمح والتي تحدث عند تناول أي طعام يحتوي على القمح أو حتى في حالة استنشاقه.
وتظهر على المريض أعراض مختلفة مثل الطفح الجلدي والحكة والتورم وقد يكون الأمر بسيطًا أو خطيراً مما قد يهدد حياة المريض، ولذلك يجب التوجه إلى الطبيب بأقصى سرعة عند ظهور أعراض الحساسية المفرطة، وسنتحدث في هذا المقال عن أعراض حساسية القمح وعلاجها مع ذكر بعض النصائح المهمة للتعايش معها.
ما هي حساسية القمح؟
هي رد فعل تحسسي يحدث عند استنشاق القمح أو تناول أي طعام يحتوي على القمح، وتكمن المشكلة في أن عدد كبير من الأطعمة يدخل القمح في تصنيعها، وقد يتناولها المريض دون أن يدري أنها تحتوي على القمح على سبيل المثال صلصة الصويا والآيس كريم، وقد تتشابه أعراض حساسية القمح مع الداء البطني.
ويجب التوجه إلى الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب، ويكمن الفرق بينهما في أن حساسية القمح يُنتج الجسم فيها أجسام مضادة ضد البروتين الموجود في القمح أما الداء البطني فيظهر في صورة تفاعلات غير طبيعية للجهاز المناعي بسبب بروتين الغلوتين الموجود في القمح.
ما هي أعراض حساسية القمح؟
تتعدد أعراض حساسية القمح وقد تظهر في غضون عدة دقائق أو ساعات ويتضح ذلك في الآتي:
أعراض حساسية القمح المنتشرة
من أشهر أعراض حساسية القمح عند الكبار ما يأتي:
- الغثيان والقيء والصداع في بعض الأحيان.
- انتفاخ البطن مع مغص وتقلصات وصعوبة في الهضم.
- التهاب الأنف والاحتقان وحكة العين واحمرارها وزيادة إفراز الدموع.
- صعوبة التنفس وتورم الفم والحلق من الداخل.
- الشرى وهي عبارة عن بقع متورمة في الجلد تسبب حكة مزعجة.
- حكة في الجسم وإسهال وهذا من أشهر أعراض حساسية القمح عند الكبار.
أعراض حساسية القمح المفرطة
قد تسبب حساسية القمح رد فعل تحسسي خطير وقد تهدد حياة المريض وتسبب الوفاة ويلزم التوجه إلى الطوارئ بسرعة بالأخص عند ملاحظة الأعراض الآتية:
- زيادة معدل ضربات القلب وألم الصدر وصعوبة التنفس.
- الدوخة والارتباك والدوار وانخفاض ضغط الدم بشكل مفاجئ.
- الإحساس بالإجهاد الشديد والتعب والإرهاق والارتباك.
- تغير لون الجلد للون الأزرق أو شحوب الوجه أو في حالة صعوبة البلع والتنفس وسماع صفير الصدر.
أعراض أخرى
تظهر بوضوح مع العاملين في المخابز نتيجة استنشاق كمية من الدقيق أثناء تحضير المخبوزات المختلفة، ويطلق الأطباء على الأعراض التي تصيب العاملين في هذه الحالة مصطلح ربو الخبازين، ومن أهم أعراض حساسية القمح التي تظهر عليهم ما يأتي:
- بحة الصوت.
- تورم الفم والأنف والحلق.
- صعوبة التنفس.
- صفير الصدر
متى تزور الطبيب؟
يلزم التوجه إلى الطبيب بأقصى سرعة في حالة ظهور أعراض حساسية القمح الخطيرة فيما تعرف باسم التآق لأنها تسدعي تدخل فوري وتقديم علاج مناسب، وقد كانت تجربتي مع حساسية القمح خطيرة حيث عانيت من صعوبة في التنفس وألم في الصدر نتيجة تورم الحلق بشدة، وبعد دخول الطوارئ تلقيت العلاج المناسب وبدأت حالتي في التحسن بشكل تدريجي.
ما هي أسباب الإصابة بحساسية القمح؟
قد تظهر على المريض أعراض حساسية القمح عند تناول طعام يحتوي على أحد بروتينات القمح الأربعة مثل الغلوتين والألبومين والغلايدين والغلوبولين، وتتعدد مصادر بروتينات القمح فقد تتواجد في الخبز أو بعض المنتجات المعلبة مثل صلصة الصويا والنقانق وبعض منتجات اللحوم والحنطة والمقرمشات والطحين والكسكسي والمعكرونة، وحبوب الإفطار والكوكيز والكعك بأنواعه والمافن ودقيق السميد والبروتين النباتي المهدرج والنشا الجيلاتيني والعلكة النباتية والمنكهات الطبيعية.
ونشا الطعام المعدل ومشتقات الحليب مثل الآيس كريم وهذا ما يبين بوضوح الأكل الممنوع لمرضى حساسية القمح، وقد تظهر أعراض حساسية القمح عند استخدام صلصال اللعب وبعض مستحضرات التجميل، وفي الغالب المريض الذي يعاني من حساسية تجاه القمح قد يعاني من حساسية تجاه الشعير والشيلم، كما أن أعراض حساسية القمح تزداد سوءاً في حالة ممارسة التمارين الرياضية بعد تناول وجبة تحتوي على القمح حيث تجعل التمارين الرياضية استجابة الجهاز المناعي أشد من المعتاد، وتحفز ظهور رد فعل تحسسي عنيف مما قد يسبب مضاعفات ومخاطر تهدد الحياة.
ما هي عوامل الخطورة؟
توجد عوامل معينة تجعل المريض أكثر عرضة لحدوث حساسية القمح ويتمثل ذلك في الآتي:
- السن حيث يزيد معدل حدوث حساسية القمح في الرضع والأطفال الصغار بسبب عدم اكتمال الجهاز الهضمي والمناعي، وبالتالي عند التقدم في العمر ونمو الجهاز المناعي بالكامل قد تقل أعراض حساسية القمح أو تختفي تماما قرابة سن 16 عام، وقد تصيب كذلك كبار السن وتظهر في صورة حساسية متصالبة للقاح العشب.
- يشيع حدوث حساسية القمح في حالة وجود تاريخ عائلي أو مرضي فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما مصاب بحساسية القمح فإن الطفل يصبح أكثر عرضة لحدوث الحساسية بأنواعها المختلفة.
مقالة تفصيلية عن: اعراض حساسية الدم وأنواعها وطرق العلاج بالتفصيل
كيفية تشخيص حساسية القمح
يمكن تشخيص حساسية القمح من خلال الذهاب إلى طبيب متخصص في البداية سيسأل الطبيب عن التاريخ المرضي والعائلي والأعراض التي يعاني منها المريض ونوع الأطعمة التي تسبب له الحساسية، وإذا كان هناك حالات شفيت من حساسية القمح في العائلة، وإذا كان المريض يعاني من أنواع أخرى من الحساسية وبعد ذلك قد يقوم بعمل بعض الاختبارات مثل اختبار وخز الجلد.
وفيه يتم تعريض جسم المريض لكميات بسيطة من بروتين القمح عن طريق تعقيم منطقة الساعد أو أعلى الظهر بالكحول أو اليود، ويستخدم بعد ذلك إبرة رفيعة لوخز الجلد بسائل به بروتينات القمح، وبعد وضع السائل داخل الجلد ينتظر الطبيب لمدة ربع ساعة ثم يقوم بتقييم المنطقة، ويلاحظ ما إذا كان هناك أي علامات للحساسية مثل الطفح الجلدي والاحمرار.
وقد يطلب بعض الفحوصات لمعرفة درجات حساسية القمح سواء كانت بسيطة أو خطيرة مثل الاختبار الفموي المتدرج والذي يستغرق 4 ساعات في معظم الأحيان، ويلجأ إليه الطبيب بعد فشل اختبار وخز الجلد ويعتمد الاختبار على جعل المريض يتناول كمية بسيطة من القمح بشكل تدريجي، وقد يجري الطبيب فحص الدم الذي يستغرق أكثر من أسبوع لزيادة دقة التشخيص حيث يسحب الطبيب من المريض عينة من الدم، ويتم إرسالها إلى المختبر ويوضع عليها بروتينات القمح ويتتبع نسبة الغلوبولين المناعي ه فإذا كانت النسبة مرتفعة كان ذلك علامة على وجود حساسية القمح.
ما هو علاج حساسية القمح؟
علاج حساسية القمح يكمن في الامتناع عن تناول أي أطعمة تسبب الحساسية ويمكن تخفيف الأعراض المزعجة التي يعاني منها المريض من خلال تناول الأدوية الآتية:
- دواء الإبينفرين الذي يستخدم بشكل أساسي في قسم الطوارئ حتى يتم تقييم استجابة المريض بشكل كامل كما أنه يتوافر في صورة حقن ويصفه الطبيب للحالات المعرضة لحساسية شديدة حتى يستخدم بشكل سريع في الحالات الصعبة.
- مضادات الهيستامين تساعد في تخفيف الطفح الجلدي والتورم والحكة مثل دواء السيتريزين وتستخدم في الحالات البسيطة وقد تكون غير فعالة في الحالات الشديدة.
- في الحالات البسيطة والمتوسطة قد يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للالتهاب والحساسية مثل الستيرويدات القشرية ويفضل تناوله بمجرد ظهور العلامات الأولى لحساسية القمح.
نصائح للتعايش مع الحساسية ضد القمح بأمان
يمكن التعايش مع الحساسية بسهولة من خلال اتباع النصائح الآتية:
- تحدث مع عائلتك والأشخاص المحيطين بك عن حالتك ليتم انقاذك بسرعة في حالة ظهور أعراض حساسية الغلوتين وحتى يتجنبوا الأطعمة التي تسبب لك الحساسية.
- تأكد من قراءة الملصقات الخاصة بالأغذية قبل شراء أي منتج وإذا وجدت أنه يحتوي على قمح أو سيمولينا أو غلوتين أو wheat أو durum تجنب شراء المنتج.
- في حالة حضور مناسبة أو حفلة أو السفر يفضل الاحتفاظ بوجباتك الخاصة حتى لا تضطر لتناول طعام لا تعرف مكوناته.
- تأكد من اتباع تعليمات الطبيب بعناية ولا تستمع لأي ادعاءات من أشخاص ليس لديهم خلفية طبية.
عزيزي القارئ ننصحكم بالاطلاع علي: حساسية الجلد من الاكل: أهمية التشخيص المبكر وأفضل الأدوية
الأسئلة الشائعة
متى تختفي أعراض حساسية القمح؟
يختلف هذا الأمر وفقًا لعدة عوامل كثيرة منها حالة المريض الصحية وشدة أعراض تحسس الغلوتين التي يعاني منها ونوع العلاج المستخدم حيث يساعد دواء الإبينفرين في تحسن الأعراض مباشرة بينما قد تستغرق الأدوية المضادة للهيستامين نصف ساعة حتى تتحسن الأعراض.
هل يمكن الشفاء من حساسية القمح؟
لا يمكن الشفاء من حساسية القمح عند الكبار ولكن قد يكون الوضع أفضل مع الأطفال فقد تختفي الحساسية مع الوقت، ويمكن تخفيف الأعراض عند الكبار بتناول الدواء وتجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية.
ما هو الفرق بين حساسية القمح وحساسية الجلوتين؟
حساسية الجلوتين تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي فقط وبالتالي تكون أخف من حساسية القمح التي تسبب رد فعل مناعي عنيف يصيب أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة ولذلك فهي أخطر.
هل مرض حساسية القمح خطير؟
نعم في بعض الأحيان قد تكون حساسية القمح خطيرة إذا لم يتم تشخيصها وعلاج المريض في الوقت المناسب بالأخص إذا ظهرت أعراض الحساسية المفرطة مثل صعوبة التنفس وتورم الحلق.
كيف أعرف أني لا أتحمل الغلوتين؟
من خلال ظهور بعض الأعراض المزعجة عند تناول أي طعام يحتوي على الغلوتين مثل اضطرابات الجهاز الهضمي وتشمل الإسهال والمغص وانتفاخ البطن والإمساك مع الطفح الجلدي والتهاب المفاصل.
ولكن ما هو الفرق بين حساسية القمح ومرض السيلياك على الرغم من أن كلاهما أمراض مناعية إلى أن الفرق يكمن في أن مرض السيلياك يهاجم الأمعاء الدقيقة بشكل أساسي ولا يمكن علاجه باستخدام الأدوية بل يلزم الحفاظ على نظام غذائي خالي من الغلوتين مدى الحياة أما حساسية القمح فهي رد فعل تحسسي تجاه بروتينات القمح ولا تهاجم الأمعاء الدقيقة بنفس الدرجة.
كيف يسمن مريض حساسية القمح؟
يمكن زيادة الوزن لمريض حساسية القمح من خلال تناول نظام غذائي متزن يحتوي على مواد آمنة خالية من بروتينات القمح، ويمكن تناول الخبز المناسب لحساسية القمح مثل دقيق الشوفان ويفضل استشارة طبيب مختص بالتغذية ليقدم لك بعض الوصفات والنصائح لزيادة الوزن بشكل صحي.
كيف أنظف الأمعاء من الجلوتين؟
لا يوجد طريقة معينة يمكن من خلالها تنظيف الأمعاء من الجلوتين إلا بتناول أطعمة خالية من الجلوتين وشرب كمية كبيرة من الماء للتخلص من الجلوتين بسرعة، ويفضل شرب الزنجبيل أو شاي النعناع لتهدئة المعدة والأمعاء وإذا كنت تتساءل ما هي العشبة التي تقضي على الحساسية فإنه لا توجد عشبة معينة تساعد في علاج الحساسية بالكامل.
كيف أعرف إذا كان لدي حساسية من القمح؟
من خلال ظهور أعراض مزعجة عند تناول أي طعام يحتوي على القمح مثل الطفح الجلدي والتورم والحكة ويلزم استشارة طبيب متخصص للحصول على تشخيص دقيق باستخدام الفحوصات الطبية المختلفة.
ولكن ما هو الفرق بين القولون وحساسية القمح يكمن الفرق الأساسي في أن حساسية القمح مرض مناعي بينما متلازمة القولون العصبي عبارة عن اضطراب في القولون لا علاقة له بالجهاز المناعي، ويتم تشخيصه بعد استبعاد الأمراض الأخرى من القولون لأنه خلل وظيفي.
هل الخبز بدون غلوتين صحي؟
نعم يعتبر الخبز الخالي من الغلوتين صحي للأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح، وتوجد بدائل كثيرة غير القمح يمكن استخدامها لتصنيع الخبز مثل الشوفان.
هل حساسية الدقيق الأبيض هي نفسها حساسية القمح؟
لا تعتبر حساسية الدقيق الأبيض هي نفسها حساسية القمح حيث أن حساسية الدقيق الأبيض تحدث بسبب أحد المواد الموجودة في الدقيق مثل البروتينات المختلفة أو الجلوتين بينما حساسية القمح تظهر كرد فعل تحسسي بسبب بروتينات القمح بأنواعها وليس الجلوتين فقط.
هل تحليل حساسية القمح يحتاج صيام؟
لا، لا يحتاج التحليل في الغالب صيام ولكن يلزم استشارة الطبيب حول نوع الأغذية التي يمكن تناولها في الفترة قبل التحليل حتى لا تتأثر دقة النتائج.
وختاماً، أعراض حساسية القمح تشمل الغثيان والقيء والصداع وحساسية الأنف والطفح الجلدي وفي الحالات الخطيرة قد يعاني المريض من تورم في الحلق وصعوبة في التنفس وتسارع في معدل ضربات القلب، ويلزم التوجه إلى الطوارئ بأقصى سرعة حتى يتلقى المريض الدواء المناسب وهو دواء الإبينفرين لأن الحساسية المفرطة قد تسبب الوفاة.
