تُعد حساسية الجلد من أكثر المشكلات الجلدية شيوعاً، وهي حالة قد تبدأ بأعراض بسيطة مثل الحكة والاحمرار لكنها قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها وعلاجها مبكراً.
وتتعدد أنواع هذه الحساسية، ولكل نوع تأثير مختلف على البشرة قد يسبب التهابات أو تهيجات مزمنة، كما أن أسبابها متنوعة ما بين العوامل البيئية، والوراثية، وضعف المناعة، وحتى بعض المستحضرات أو الأطعمة.
في هذا المقال سنتناول كل ما يتعلق بهذا النوع من الحساسية من أسباب وأعراض وطرق علاج فعالة للحفاظ على صحة البشرة والوقاية من مضاعفاتها.
ما هي حساسية الجلد؟
يمكن تعريفها بأنها استجابة غير طبيعية من جهاز المناعة عند التعرض لمواد يعتبرها الجسم ضارة، مثل بعض الأطعمة أو المعادن أو الغبار أو لسعات الحشرات، هذا التفاعل يؤدي إلى ظهور أعراض متنوعة تشمل الاحمرار، الحكة، الطفح الجلدي أو التورم، وتختلف شدتها من شخص لآخر.
ما هي انواع حساسية الجلد؟
تتباين أنواع حساسية الجلد بين التهابات مزمنة أو ردود فعل مؤقتة، مما يجعل التشخيص المبكر ومعرفة السبب أساساً لاختيار علاج حكة الجسم المناسب، ومن أبرز هذه الأنواع:
الإكزيما
الإكزيما هي أكثر أشكال تحسس الجلد التي تصيب الكثير، وتظهر غالباً لدى الأطفال على هيئة بقع جافة ومتشققة يصاحبها حكة في الجسم.
تزداد الأعراض سوءاً عند ملامسة مواد مهيجة، مما يضعف حاجز البشرة الطبيعي، ورغم أنها حالة مزمنة إلا أنها ليست معدية ويمكن السيطرة عليها بالعلاج.
التهاب الجلد التماسي
يحدث عند تفاعل الجلد مع مواد محددة مثل المنظفات أو المعادن، مما يؤدي إلى طفح جلدي وحكة.
هذا النوع من الحساسية لا يرتبط بالعوامل الوراثية، لكنه قد يختلط مع أعراض الإكزيما أو غيرها من اعراض الحساسية الجلدية.
الفاقوع
يصيب بشكل رئيسي اليدين والقدمين نتيجة التعرق الزائد، ويُعتبر من الحالات التي قد تنتقل بالوراثة بين أفراد العائلة، ويظهر عادة بين عمر 20 و40 عاماً، هذا النوع من الحساسية يسبب فقاعات صغيرة وحكة قد تكون شديدة.
التهاب الجلد الدهني
ينتشر في المناطق الغنية بالغدد الدهنية مثل فروة الرأس والوجه وأعلى الظهر، يظهر على شكل قشور صفراء أو بيضاء مع احمرار، ويُشاهد بشكل أكبر عند الذكور وفي الفئات العمرية بين 30 و60 عاماً، كما قد يُصيب الرضع بعد الولادة.
التهاب الجلد العصبي
ينتج عن الحكة المستمرة في منطقة معينة مثل الجفون أو فروة الرأس أو المناطق التناسلية، يؤدي تكرار الحك إلى زيادة سماكة الجلد أو حتى نزيفه، وقد يؤثر أيضاً على بصيلات الشعر، لذلك يُعد تجنب الحكة واستخدام علاج الحكة في الجسم أمراً أساسياً للسيطرة على الحالة.
التهاب الجلد الدرهمي
يتميز بظهور بقع دائرية تشبه العملة المعدنية على اليدين أو الساقين أو الذراعين، وقد يصاحبها خروج إفرازات، غالبا ما يحدث بعد إصابة الجلد، وهو أحد أشكال الحساسية المزمنة التي تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة.
حساسية الطعام
بعض الأطعمة مثل الحليب، البيض، الفول السوداني أو الأسماك قد تسبب طفحاً جلدياً وحكة مع أعراض هضمية كالغثيان والمغص.
أفضل وسيلة للسيطرة على هذا النوع هي تجنب المسببات مع استخدام علاج سريع للحساسية والحكة عند الضرورة.
التهاب الجلد التماسي المنقول بالهواء
يحدث هذا النوع من حساسية الجلد عند التعرض لمواد عالقة في الهواء مثل حبوب اللقاح أو الألياف أو حتى دخان السجائر.
غالباً ما يظهر على مناطق مكشوفة كالوجه والجفون والرقبة، ويسبب حكة واحمراراً قد يتشابه مع اعراض حساسية الجلد المفاجئة الأخرى.
الشرى (الأرتكاريا)
الشرى من أكثر أنواع الأرتكاريا حساسية الجلد انتشاراً، حيث يفرز الجسم مادة الهيستامين عند التعرض لمسبب معين، مما يؤدي إلى تسرب السوائل من الأوعية الدموية الدقيقة إلى الجلد.
ينتج عن ذلك انتفاخات حمراء مثيرة للحكة تُعرف باسم الانتبارات الجلدية، وتختلف في الحجم وتظهر فجأة على مناطق متفرقة من الجسم.
الوذمة الوعائية
تُعتبر الوذمة الوعائية حالة أعمق من الشرى، حيث يحدث التورم في الطبقات الداخلية للجلد خاصة في الجفون، الفم أو المناطق التناسلية، قد تكون اسباب حكة الجسم مرتبطة أحياناً بهذا النوع من التفاعل التحسسي.
وعادة ما تستمر لفترة قصيرة عند حدوث رد فعل تجاه طعام أو دواء، بينما قد تتحول إلى مزمنة عند تكرارها دون سبب واضح.
الوذمة الوعائية الوراثية
تُعد من الحالات النادرة والخطيرة التي تنتقل وراثياً وتسبب تورماً في مناطق متعددة مثل اليدين، القدمين، الوجه وحتى الشعب الهوائية، مما قد يعيق التنفس.
على عكس الأنواع الأخرى، لا تستجيب هذه الحالة للعلاج المعتاد بمضادات الهيستامين أو الأدرينالين، لذا يتطلب الأمر متابعة دقيقة من طبيب مختص لتفادي المضاعفات
في المجمل، التشخيص المبكر ومعرفة انواع الحساسية المختلفة وتجنب المسببات مع الالتزام بالعلاج الطبي يساعد على التخلص من الأعراض وتحسين نوعية الحياة.
تصفح هذا المقال عن: أفضل كريم للحساسية والحكه وتخفيف الالتهابات المؤلمة
ما هي اسباب حساسية الجلد؟
تظهر الحساسية كرد فعل مناعي مبالغ فيه تجاه مواد يومية قد تكون آمنة لغير المصابين، إلا أنها تسبب لديهم التهابات أو طفح جلدي وحكة مزعجة، وتُعد معرفة اسباب حساسية الجلد خطوة أساسية لتجنبها، ومن أبرز هذه الأسباب:
- المعادن: مثل النيكل الموجود في المجوهرات أو أزرار الملابس ويُعد من أكثر العوامل المسببة لالتهاب الجلد التماسي.
- المنتجات الموضعية: كواقيات الشمس، بخاخات الحشرات، بعض المضادات الحيوية الموضعية أو الكريمات التي تستخدم لعلاج الحكة.
- العطور والمنظفات: تسبب تهيج الجلد عند الكثيرين وهي من أبرز عوامل سبب الحكه بالجسم.
- النباتات: مثل اللبلاب السام وأنواع أخرى قد تؤدي إلى تحسس الجلد وظهور طفح جلدي.
- اللاتكس: مادة مطاطية موجودة في القفازات، الواقيات الذكرية والبالونات وتُعد من أبرز مسببات حساسية الجسم.
بجانب ذلك هناك عوامل أخرى لأسباب حساسية الجلد المفاجئة وهي:
- المواد الكيميائية وصبغات الشعر: تدخل في مستحضرات التجميل وقد تسبب شكل بقع الحساسية أو تهيج فروة الرأس.
- مضادات التعرق وبعض المستحضرات التجميلية: هذه الأنواع تثير تفاعلات جلدية مزعجة.
- لسعات الحشرات: مثل لسعة النحل أو البعوض، وهي أحد أسباب حكة الجسم المفاجئة عند المرأة أو الرجال.
- الأدوية: مثل البنسلين والأسبرين التي قد تُحدث رد فعل تحسسي جلدي.
- الأطعمة: على رأسها المكسرات، الحليب وبعض المأكولات البحرية، وهم أبرز مسببات حساسية الجلد من الأكل.
- حبوب اللقاح: تنتشر هذه الحبوب في الهواء وتُعد سبباً رئيسياً من أسباب حساسية الجلد المفاجئة مع حكة.
بشكل عام، تختلف اسباب الحكة في الجسم بين شخص وآخر، إلا أن التشخيص المبكر يساعد على تحديد السبب بدقة والبدء في علاج حساسية الجلد والهرش المناسب.
ما هي فسيولوجيا حساسية الجلد؟
تحدث الحساسية نتيجة تفاعل الجهاز المناعي مع مواد يعتبرها ضارة رغم أنها غير مؤذية في الأصل، حيث يبدأ الجسم في إنتاج استجابة دفاعية غير طبيعية.
هذه العملية تسمى التحسس وهي أساس فهم اسباب الحكة وطرق التعامل معها، ويمكن توضيح ذلك فيما يلي:
- مرحلة التعرض الأولي: عند ملامسة المادة المسببة للحساسية للمرة الأولى، لا يظهر عادة أي رد فعل فوري، لكن جهاز المناعة يبدأ في التعرف على هذه المادة وتخزينها في ذاكرته.
- تكوين الأجسام المضادة: ينشئ الجهاز المناعي أجساماً مضادة لمهاجمة المستأرج في حال التعرض له مرة أخرى.
- الاستجابة اللاحقة: عند التعرض المتكرر، يتفاعل الجسم بسرعة مسبباً ظهور الطفح الجلدي، الاحمرار أو الحكة، وهو ما يُعد سبب حكة الجسم الأكثر شيوعاً.
- تفاوت سرعة الأعراض: قد تظهر الأعراض بعد دقائق قليلة من التعرض للمستأرج، بينما في بعض الحالات تحتاج من يوم إلى يومين للظهور.
- تأثير العمر والبيئة: تزيد احتمالية الإصابة لدى الفئات الحساسة مثل حساسية الجلد عند الأطفال أو عند التعرض لعوامل بيئية مثل الحرارة.
بالتالي، فهم فسيولوجيا الحساسية يساعد على تحديد سبب الحكة في الجسم والتمييز بين المحفزات المختلفة.
ما هي اعراض حساسية الجلد؟
تختلف أعراض الحساسية من حالة بسيطة إلى مضاعفات قد تهدد الصحة إذا لم يتم التشخيص والعلاج بشكل مبكر، ومن أبرز أعراض هذه الحساسية:
- ظهور بقع أو طفح جلدي مصحوب بالحكة.
- احمرار الجلد أو حدوث تقشر وتشققات سطحية.
- دموع العين مع شعور بالحكة أو تهيجها.
- تورم بسيط أو بروز بثور صغيرة على سطح الجلد.
- ظهور كدمات أو علامات جلدية غير مفسرة.
بجانب ذلك هناك أعراض أكثر شدة ومتقدمة وهي:
- ألم في الصدر وصعوبة في التنفس مع سماع صوت صفير.
- مغص وإسهال أو شعور بالغثيان والقيء.
- صعوبة في البلع أو إحساس بانتفاخ في الوجه أو اللسان.
- خفقان القلب أو فقدان مؤقت للوعي.
- احمرار شديد أو تورم واضح في العينين والوجه.
معرفة طبيعة الأعراض يساعد على التمييز بين الحالات البسيطة التي يمكن الاكتفاء فيها بعلاج الحكه بالجسم، والحالات الخطيرة التي تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
تعرف على: أشهر اسباب الطفح الجلدي للاطفال وطرق الوقاية منها
كيف يتم تشخيص حساسية الجلد؟
يُعد تشخيص هذه الحالة خطوة أساسية لوضع خطة علاج مناسبة، حيث يختلف الأسلوب باختلاف السبب ونوع الحساسية كالتالي:
تشخيص الإكزيما
حتى الآن لا يُعرف السبب الدقيق للإكزيما، إلا أن الأطباء يعتمدون على مزيج من الفحص السريري ومراجعة الأعراض لتأكيد التشخيص، ويشمل علاج حساسية الجلد في هذه الحالات استخدام المرطبات لتقليل الجفاف، إضافةً إلى الأدوية الموضعية المضادة للالتهاب مثل الكورتيكوستيرويدات، وفي حال تواجد عدوى جلدية مرافقة قد يُوصف مضاد حيوي موضعي.
أما الحساسية الغذائية فتُعد أقل شيوعاً لدى البالغين والأطفال الأكبر سناً، لكنها قد تكون عاملاً محفزاً في بعض الحالات، حيث يتم التوصية بتجنب الطعام المثير لمدة تصل إلى أربعة أسابيع تحت إشراف أخصائي تغذية للتأكد من العلاقة بين الغذاء والأعراض.
تشخيص الشرى والوذمة الوعائية
تُعتبر هذه الحالات أكثر تعقيداً، حيث قد لا يتمكن الطبيب دائماً من تحديد السبب المباشر، خاصةً في الحالات المزمنة، ومع ذلك يمكن اللجوء إلى اختبارات الحساسية إذا كان هناك ارتباط واضح بين ظهور الأعراض وتناول نوع معين من الأطعمة أو التعرض لمواد محددة.
لذلك، يهدف التشخيص الدقيق إلى اختيار أفضل وسيلة لعلاج حساسية الجلد وانواعها، سواء كانت مفاجئة أو مرتبطة بعوامل مثل حساسية الجلد من الحرارة أو حتى لدى الفئات الصغيرة مثل حساسية الجلد للاطفال.
ما هو علاج حساسية الجلد؟
علاج هذا النوع من الحساسية يعمد على تحديد السبب المثير وتجنبه قدر الإمكان، لكن في بعض الحالات يصعب الابتعاد عن المحفزات بشكل كامل، مما يجعل التدخل العلاجي ضرورياً للتخفيف من الأعراض والوقاية من المضاعفات كالتالي:
- مضادات الهيستامين: مثل Diphenhydramine،Cetirizine وLoratadine، وتُستخدم لتقليل الحكة والتورم.
- الكورتيكوستيرويدات الموضعية: فعالة في تهدئة الالتهاب المرتبط بالإكزيما أو التهاب الجلد التحسسي.
- معدلات الليوكوترايين: مثل Montelukast، وتُستعمل فقط عند فشل العلاجات الأخرى بسبب آثارها الجانبية.
- العلاج المناعي: يتم عبر حقن متكررة تساعد الجسم على التكيف مع المستأرج وتقلل من تكرار الأعراض.
- الإيبينفرين: يُعطى في حالات الطوارئ عند حدوث تفاعلات تحسسية شديدة لتفادي صدمة الحساسية.
بجانب ذلك هناك أنواع لعلاج الحالات الخاصة كالتالي:
- الإكزيما: تعتمد على الترطيب المستمر، المراهم الموضعية مثل الستيرويدات، وأحياناً الأدوية البيولوجية مثل Dupilumab.
- الشرى والوذمة الوعائية: يمكن السيطرة عليهما بمضادات الهيستامين الفموية، وفي الحالات المستعصية قد يُستخدم Omalizumab.
- العناية المساندة: ارتداء الملابس القطنية، تجنب الصابون المحتوي على كبريتات لوريل الصوديوم، والابتعاد عن كل ما يسبب رد فعل تحسسي.
تتنوع طرق العلاج بين الأدوية الموضعية، العلاجات البيولوجية، وحتى التدخل المناعي بحسب شدة الحالة، ويساعد التشخيص المبكر على اختيار أنسب وسيلة لعلاج حساسية الجلد المفاجئة وتحقيق نتائج فعالة.
كل ما تحتاج معرفته عن: متى تظهر نتائج كريم هاي كوين؟ تفاصيل تهمك حول هاي كوين
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
يُعد التعامل مع الحساسية التي تصيب الجلد جزءاً مهماً من الحفاظ على صحة البشرة، حيث يمكن لتغييرات بسيطة في نمط الحياة واتباع بعض العلاجات المنزلية أن تُساهم بشكل كبير في تخفيف الأعراض والوقاية من تهيج الجلد، ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية:
تجنب مسببات التهيج
الخطوة الأولى للسيطرة على الحساسية هي معرفة المادة المسببة وتفاديها تماماً، قد يزودك الطبيب بقائمة بالمنتجات التي تحتوي عادةً على مواد مثيرة للحساسية، مع اقتراح بدائل آمنة خالية من تلك المواد، مما يقلل من فرص ظهور الطفح الجلدي.
استخدام المراهم والكريمات الموضعية
يمكن الاستعانة بكريمات مضادة للحكة تحتوي على الهيدروكورتيزون بتركيز 1%، والمتوفرة من دون وصفة طبية، كما يُعد غسول الكالامين خياراً فعالاً، ويمكن تعزيز تأثير هذه المنتجات من خلال وضعها باردة بعد حفظها في الثلاجة.
الأدوية المضادة للهيستامين
قد يوصي الأطباء بأدوية الجلدية المضادة الهيستامين الفموية مثل Diphenhydramine التي تُساعد على تخفيف الأعراض والمساعدة على النوم، أو اللوراتادين الذي يقلل الحساسية دون التسبب بالنعاس.
الكمادات الباردة
استخدام قطعة قماش مبللة وباردة على مواضع الطفح لمدة 15–30 دقيقة عدة مرات يومياً يساعد على تهدئة الجلد الملتهب وتقليل الحكة.
حماية الجلد من الخدش
يُفضل تجنب خدش الجلد أو العبث بالبثور، مع تقليم الأظافر باستمرار، وفي حال صعوبة مقاومة الحكة، يمكن تغطية المنطقة المصابة بضمادة، إضافة إلى حماية البشرة من أشعة الشمس المباشرة.
حمامات الماء البارد ودقيق الشوفان
النقع في ماء بارد لمدة 20 دقيقة يخفف الالتهاب، ويُفضل إضافة منتجات الاستحمام التي تحتوي على دقيق الشوفان مثل منتجات Aveeno للحصول على نتيجة أفضل.
العناية باليدين
يُنصح بغسل اليدين بلطف وتجفيفهما جيداً، ثم استخدام المرطبات بعد كل غسلة أو بعد وضع أي دواء موضعي، كما أن ارتداء قفازات قطنية مبطنة يُعد خياراً مناسباً عند التعرض المستمر للماء أو المواد المنظفة.
الالتزام بأساليب الرعاية الذاتية يُعد ركيزة أساسية في التخلص من حساسية الجلد والحكة، كما أن اتباع إرشادات الطبيب يساعد على تقليل الأعراض ومنع تكرارها.
متى يجب زيارة الطبيب؟
رغم أن الحكة الجلدية قد تكون أمرا بسيطاً، إلا أن استمرارها أو اقترانها بأعراض معينة يستدعي مراجعة الطبيب لتشخيص السبب بدقة وتلقي العلاج المناسب، فيما يلي أبرز الحالات التي تتطلب استشارة الطبيب:
- ترافق الحكة مع علامات أخرى مثل الحمى، التعرق الليلي أو فقدان الوزن غير المبرر.
- ظهور الحكة فجأة دون سبب واضح أو تفسير محدد.
- انتشار الحكة في أنحاء مختلفة من الجسم بدلاً من منطقة محددة فقط.
- الحكة الشديدة التي تعيق النوم أو تؤثر على ممارسة الأنشطة اليومية.
- استمرار الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر رغم العلاج، مما قد يشير إلى مرض جلدي أو حالة صحية داخلية تحتاج تقييماً أدق.
- استمرار الحكة لأكثر من 14 يوم دون تحسن ملحوظ رغم المتابعة والرعاية.
بالتالي، زيارة الطبيب في الوقت المناسب تساعد على الكشف المبكر عن أي اضطرابات صحية مرتبطة بالحكة الجلدية، وتضمن تلقي العلاج المناسب قبل تفاقم الحالة.
ما هي عوامل خطورة حساسية الجلد؟
الحكة الجلدية عرض شائع قد يعاني منه الجميع، لكنها أحياناً ترتبط بحالات صحية معينة تزيد من احتمالية الإصابة بها، ومن أبرز العوامل التي قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالحكة:
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل التهاب الجلد، أمراض الكلى، فقر الدم أو اضطرابات الغدة الدرقية.
- التقدم في العمر، حيث يميل الجلد إلى فقدان رطوبته ويصبح أكثر جفافاً.
فهم أسباب الحكة يساعد على التعامل معها بشكل صحيح ومنع مضاعفاتها، لذلك من المهم مراجعة الطبيب عند استمرارها للتأكد من التشخيص المبكر والعلاج المناسب.
ما هي مضاعفات حساسية الجلد؟
المضاعفات لا تقتصر على الإزعاج فقط، بل قد تؤثر بشكل واضح على الصحة الجسدية والنفسية إذا لم يتم التعامل معها مبكراً، ومن أبرز المضاعفات المحتملة:
- تحول الحكة المستمرة لأكثر من 6 أسابيع إلى حكة مزمنة تؤثر على جودة الحياة.
- اضطرابات في النوم مصحوبة بالقلق أو حتى الاكتئاب نتيجة الإحساس المستمر بالحكة.
- زيادة تهيج الجلد بفعل الخدش المتكرر مما قد يسبب التهابات وعدوى جلدية.
- احتمالية ظهور ندبات أو تليفات جلدية دائمة بمرور الوقت.
من المهم علاج الحساسية بشكل مبكر لتفادي هذه المضاعفات، التشخيص الصحيح والرعاية الطبية يقللان من خطورتها ويحافظان على صحة الجلد وجودة الحياة.
ما هي أماكن ظهور الحساسية في الجسد؟
قد يظهر هذا النوع من الحساسية في أي جزء من الجسم، لكنها غالباً تتركز في أماكن معينة أكثر عرضة للتهيج وظهور الطفح الجلدي، ومن أبرز أماكن ظهور الحساسية في الجلد شيوعاً:
- الوجه والخد.
- اليدين والذراعين.
- منطقة الصدر والرقبة.
- المرفقين والركبتين.
- الكاحلان وباطن القدمين.
- محيط الأذنين.
- منطقة الشفتين والفم.
- البطن والمناطق الحساسة.
تحديد أماكن ظهور الحساسية بدقة يساعد في سرعة التشخيص واختيار العلاج المناسب، كما أن استشارة الطبيب تظل ضرورية خاصة إذا ترافقت الأعراض مع حكة شديدة أو التهابات متكررة.
ما هي الأطعمة التي تسبب حساسية الجلد؟
تُعد الأطعمة المسببة للحساسية أحد العوامل التي تؤدي إلى تهيج البشرة وظهور أعراض مزعجة قد تصل في بعض الحالات الى مضاعفات خطيرة، ومن أبرز أنواع هذه الأطعمة:
الصويا
تُعتبر بروتينات الصويا من أكثر مسببات الحساسية إنتشاراً لدى الأطفال والرضع، وتظهر الأعراض غالباً على شكل حكة في الوجه والفم، طفح جلدي وبقع حمراء مرتفعة على الجلد.
الفول السوداني
الفول السوداني من أخطر أنواع مسببات الحساسية الغذائية، حيث يمكن أن يسبب الطفح الجلدي، الشرى، التورم، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى صدمة تحسسية تهدد الحياة.
المحار
تشمل المأكولات البحرية المسببة للحساسية الجمبري، الحبار وسرطان البحر، وتعود الحساسية إلى بروتين يُسمى تروبوميوزين، وقد تظهر الأعراض في صورة طفح جلدي وحكة، بينما في الحالات الشديدة قد تسبب حساسية مفرطة.
القمح
البروتينات الموجودة في القمح مثل الجلوتين والجليادين قد تؤدي إلى ظهور حساسية جلدية تتجلى بالحكة أو الطفح، ولتفادي ذلك يجب تجنب الخبز، المعكرونة، البسكويت وجميع الأطعمة المحتوية على القمح.
حليب البقر
تنتج هذه الحساسية عن بروتينات مصل اللبن والكازين، وهي شائعة لدى الأطفال، أبرز الأعراض تشمل الحكة، التورم في الشفاه أو الحلق أو اللسان، إضافة إلى الوخز حول الفم، العلاج الأساسي هو الامتناع عن منتجات الألبان.
البيض
يرتبط هذا النوع بوجود بروتينات في بياض البيض، مثل الألبومين، وتتمثل أبرز الأعراض في الشرى الذي يسبب حكة واحمرار وتورم الجلد، ويظهر غالباً لدى الأطفال.
المكسرات
تشمل المكسرات المسببة للحساسية: اللوز، الجوز، الكاجو، الفستق والبندق، الأعراض قد تكون في صورة حكة، احمرار أو تورم في الفم والجلد، وتُعتبر من أكثر أنواع الحساسية الغذائية انتشاراً عالمياً.
الأسماك
تظهر كرد فعل تحسسي تجاه بروتين البارفالبومين الموجود في أنواع معينة مثل التونة، السلمون والقد، وتتمثل الأعراض في الطفح الجلدي، الحكة أو الشرى.
السمسم
السمسم يُعد من المسببات الغذائية الرئيسية للحساسية الجلدية، وقد تتراوح الأعراض بين طفح جلدي بسيط إلى تفاعلات شديدة مثل الحساسية المفرطة، وغالباً ما يترافق مع أنواع أخرى من الحساسية الغذائية.
تُعد معرفة الأطعمة التي تسبب هذا النوع من الحساسية خطوة أساسية لتجنب التعرض للأعراض والمضاعفات الخطيرة.
اقرأ كل ما يتعلق بـ: كريم بيتاديرم العلاج الفعال للأمراض والمشاكل الجلدية
ما الفرق بين الحساسية والطفح الجلدي؟
يُستخدم مصطلح الطفح الجلدي لوصف أي تغير ملحوظ في مظهر الجلد أو لونه أو ملمسه، وغالباً ما ينشأ نتيجة الالتهابات، أو تناول بعض الأدوية، أو اضطرابات في المناعة الذاتية، أو حتى بسبب ملامسة مواد مهيجة مثل الكيماويات أو بعض النباتات.
أما الحساسية فهي حالة مختلفة، حيث تمثل استجابة مبالغ فيها من الجهاز المناعي تجاه مواد يراها ضارة، مثل بعض الأطعمة أو الغبار أو حبوب اللقاح، وتظهر في صورة أعراض قد تؤثر على الجلد وأحياناً على أجهزة أخرى في الجسم.
ولهذا قد يتساءل البعض: كيف نفرق بين الطفح الجلدي والحساسية؟ والإجابة تكمن في التشخيص الطبي الذي يساعد على تحديد السبب ووضع العلاج المناسب.
وختاماً، تظل حساسية الجلد من المشكلات الشائعة التي قد تؤثر على جودة الحياة إذا لم يتم التعامل معها مبكراً وبشكل صحيح، المتابعة الطبية، وتجنب المهيجات، والالتزام بالعلاج المناسب هي الخطوات الأساسية للسيطرة على الأعراض والحفاظ على صحة الجلد.